قصة سد مأرب
تتفاخر الأمم بتراثها مهما بلغ تطورها؛ فالتراث هو دليل وجودهم، ودليل بقائهم، وبوابة مستقبلهم؛ فالتراث مبدأ، والمبادئ لا تتبدل، إنما تتطور من تراث البلدان، تجد المباني العظيمة، التي شيدت من مواد بسيطة، مقارنة بمباني هذا العصر؛ لكنها باقية لأيامنا، شامخة منذ مئات بل آلاف السنين، غير التحف المعمارية، التي نجدها في المباني أيضاً، تجد هدفاً، وتقرأ أحداثاً .
نسمع كثيراً عن سور الصين العظيم، وعن السد العالي بمصر؛ لكن ماذا نعرف عن سد مأرب في اليمن؟ ومتى تم بناءه؟ ولم بناء سد في بيئة صحراوية؟ ستجد حقائق عجيبة مع تبدل الأزمان، تتبدل الأجواء والطقس أيضاً، وهذا ما كان عليه الوضع بالنسبة لسد مأرب.
يعد سد مأرب من العراقة اليمنية، التي تظهر ذكاء اليمنيين في حل المشكلات التي واجهتهم، وقد كان سد مأرب حلاً لمشكلة حلت بهم سابقاً.
كانت في تلك البلاد لا تستبعد عنهم بناء سد ضخم، كما قيل إن الأقمار الصناعية التقت صوراً، تشير إلى أن جزيرة العرب منذ تلك القرون التي قبل الميلاد، كانت تنعم بمياه وأمطار وفيرة تستلزم بناء سد لها .
تعددت الأسماء على من قام ببناء السد؟ ومن الذي رممه؟ لكن الأرجح أن سبأ بن يشجب بناه، وجعل مياه سبعين نهراً تصب فيه، ولكنه مات قبل تشييده، فأتمه ملوك حِمير، واسم سبأ هو: عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وقد وردت أسماء عدة كالملك (سمه علي نيوف)، ولقمان بن عاد بن أبكر، أنهم من بنوا السد، وأقوال أخرى تقول أنهم كانوا ممن رمموا السد.
بُني سد مآرب بطول وعرض 12000 * 12000 ذراع، وهو عبارة عن: حائط حجري، أُقيم على وادي أذنة، أعظم أودية اليمن، بين جبلي البلق الشمالي، والبلق الأوسط، وجبال البلق: هي سلسلة من الجبال، تؤلف الحاجز الأخير للمرتفعات الشرقية، قبل أن تلتقي في الصحراء. وقد تم بناء السد؛ بغرض إدارة مياه الأمطار الموسمية، والاحتفاظ بها لاستخدامها في أوقات الحاجة والشدة ، فالماء الذي كان يخرجه السد، كان يفي بحاجة الناس للزراعة، والسقي في غير فصل الشتاء.
تعرض السد للعديد من الانهيارات منذ نشأته، ولم يتم ترميمه، وأصبح عبر الزمن مكاناً أثرياً فقط.
التعليقات على الموضوع